أصبحت جسد خاويا .. ميتا بلا روح
بقايا إنسان تحطمه الذكريات
تمزقه الأحلام .. يجر أذيال الهزيمة وبداخله
تغلي قدور الأحزان تكاد تشعله من شدة اتقادها ..
هأنا والأحزان من جديد أصبحنا أحباب وربما نكون
أصحاب فهو لايفا رقني إلا ليعود ليسكنني مدججا بالألم
والدموع ز بالحسرة والضياع ..
هأنا من جديد جسد ميت وبقايا أحزان .. أكاد أقترب
لها من الهاوية ..
صمت يلتحفني .. وغضة تخنقني .
لا شيء جديد ..
لا جديد سوى بعض الجروح الثائرة .. المتمردة لم تلتئم بعد
ولا أظنها ستلتئم طالما هناك من يذر الملح عليها في كل لحظة
وساعة ..
أشعر بالغثيان .. أصوات مزعجة .. وأحاديث ضاحكة ..
وأنا أقبع في المنتصف لا أستطيع الكلام ولا الابتعاد ..
فقدت الرغبة في كل شيء .. لم يعد يربطني بالحياة سوى
جسد منهك وبقايا إنسان بداخله جرد من قلبه .. ومن أحاسيسه ..
ومن طموحه .. ومن كيانه .. هأنا من جديد أجتر أحزاني ..
واشعل شموع آلامي ..
هأنا من جديد ..
أعطي الحب من كياني .. ولا أحد يعطيني !!
أركض وراء من يخذلني !! ومن يرميني في متاهات الحياة !
أركض وراء ذكرياتي أتمسك بها بكل قوتي
ولكنها تغدرني على عجالة تغرب مع الشمس عند المغيب
أحاول اللحاق بها كنوع من الخداع النفسي لروحي ..
نعم هناك رغبة جامحة في داخلي لأعيش نشوة الحب والوفاء
بتذكر الأخلة والأحباب .. ولكن الذكريات سرعان ما تبتعد عني ..
وكأني أحرم حتى من السعادة الكاذبة .. أحس بقلبي مازال حيا
يتراقص مع نغماتها .. وروحي تحيا بسماع تفاصيلها ..
ولكن لم يتبقى منها الكثير فهأنا بين أربعة جدران ..
لا أرى إلا السواد يلحن الأرجاء .. لا أستطيع سوى
رؤية الأحلام .. أحلام مشوشة مسجونة بداخل جسد متعب
من طول السفر والاغتراب .....